اسباب ظهور البكتيريا المقاومة لكل المضادات الحيوية

البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية هي بكتيريا لها القدرة على تحمل مفعول المضاد الحيوي و هو نوع خاص من أنواع المقاومة للأدوية تنشأ المقاومة للمضادات الحيوية طبيعياً.

حقيقة قدرة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية :

تستطيع البكتيريا تحويل المعلومات بطريقة أفقية بواسطة تبادل البلازميد و هو الحمض النووي الدائري و إذا كانت البكتيريا تحمل عدة جينات للمقاومة يتم تسميتها بكتيريا متعددة المقاومة.

ما هي المضادات الحيوية ؟

هو عبارة عن مادة أو مركب يقتل أو يوقف نمو الجراثيم و تلك المادة تستخدم لعلاج الأخماج التي تسببها الكائنات الحية الدقيقة بما فيها الطفيليات و الفطريات.

ما هى مقاومة المضادات الحيوية ؟

هي مقدرة أو استطاعة الميكروبات و من أنواعها : (البكتيريا، الفطريات، الفيروسات، الطفيليات)
على البقاء و التأقلم بشتى الطرق لملائمة البيئة المحيطة بها
على الرغم من إعطاء الجسم أكثر من نوع من المضادات الحيوية .

ما هي أسباب ظهور البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية ؟

  • السبب وراء زيادة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية التى تؤخذ للجسم هى تعرض الجسم للكثير من المضادات الحيوية و أخذها بدون وصفة طبية محددة.
  • و بالتالي فإنه ينمو جيل جديد من البكتيريا المقاومة لتلك المضادات الحيوية و ذلك يدعو إلى استخدام خط بديلة للعلاج .
  • أن المضادات الحيوية مكافحة للبكتيريا و ليست الفيروسات : و المقصود هنا بالمضادات الحيوية أنها تستخدم ضد الالتهابات البكتيرية
    كمثال : يتم استخدام تلك المضادات الحيوية لعلاج التهاب الحلق البكتيري و الذي تسببه البكتيريا العقدية و التهابات الجلد التى أيضا تسببها البكتيريا العنقودية.
  • على الرغم من أن المضادات الحيوية تقتل البكتيريا  إلا أنها ليست فعالة ضد الفيروسات
    فمثل هذه المضادات الحيوية لن تكون فعالة ضد العدوى الفيروسية كمثال :
    نزلات الانفلونزا و السعال و أنواع كثيرة من التهاب الحلق
    فحينئذ استخدام المضادات الحيوية ضد هذه الالتهابات الفيروسية لن يقوم بمعالجة
    العدوى و لن تساعد الشخص على الشعور بحال أفضل
    و قد تساهم فى تطوير البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية .

العوامل الأخرى التى تعجل من ظهور البكتيريا المقاومة للمضادات :

  • تظهر المكيروبات المقاومة للمضادات  بصورة طبيعية مع مرور الوقت عبر التحويرات أو التحولات الوراثية عادة.
    و بالإضافة إلى ذلك فإن سوء استخدام المضادات والإفراط فيه هذه العملية يعجل من ظهور تلك البكتيريا المقاومة .
    و في أماكن متعددة يتم استخدام المضادات الحيوية استخداماً مفرط و سيئ
    لدى الإنسان والحيوانات أيضاً و فى الأغلب يتم تناولها بدون وصفات طبية .
    و من الأمثلة على سوء استخدام هذه المضادات تناولها من جانب أشخاص مصابين
    بعدوى فيروسية في الأساس مثل الزكام و الانفلونزا وإعطاؤها للحيوانات والأسماك كمواد معززة للنمو.
  • و توجد الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية لدى الإنسان و الحيوان
    و في الغذاء و فى البيئة المحيطة (الماء والتربة والهواء).
    و يمكن انتقالها من الإنسان إلى الحيوان و العكس
    و أيضاً من شخص إلى الآخر .
    و تساعد مكافحة العدوى السيئة و الظروف الصحية غير الكافية
    و تناول الأغذية الغير مناسبة على انتشار الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية .

وضع المضادات الراهن :

  • تنتشر مقاومة المضادات الحيوية الآن في كل بلد تقريباً .
  • يزداد تعرض المرضى المصابين بحالات عدوى تسببها جراثيم مقاومة للأدوية
    و بالطبع يتطلب هؤلاء المرضى كمية أكبر من الرعاية الصحية
    مقارنة بالمرضى المصابين بالعدوى بسلالات غير مقاومة من نفس السلالة من الجراثيم.
  • وقد انتشرت مقاومة العلاج بأدوية  (الكاربابينيمات) في الكلبسيلة الرئوية
    و هي جرثومة معوية شائعة يمكن أن تسبب حالات من العدوى التى تهدد الحياة
    في جميع أنحاء العالم.
    و تمثل جرثومة الكلبسيلة الرئوية السبب الرئيسي لحالات العدوى
    التي يصاب بها في المستشفيات مثل الالتهاب الرئوي  وحالات عدوى
    من المواليد و المرضى الموجودين في وحدة العناية المركزة.
    وفي بعض البلاد  لا تكون الكاربابينيمات نافعة لدى أكثر من نصف الأشخاص
    الذين يحصلون عليها لعلاج العدوى بالكلبسيلة الرئوية بسبب تلك المقاومة و تصبح دون جدى فى استخدامها .
  • و تنتشر مقاومة أحد الأدوية الأكثر استخداماً لعلاج حالات عدوى المسالك البولية و هى أدوية (الفلوروكوينولونات) انتشاراً واسعاً في الإشريكية القولونية.
    و هناك بلدان في عدة مناطق في العالم أصبح فيها
    هذا النوع من العلاج غير ناجح أبدا و لا يأتى بنتائجه لدى أكثر من نصف المرضى في الوقت الحالي.
  • كما أكد أيضاً فشل علاج النيسرية البنية بأدوية الملاذ الأخير
    (هى الجيل الثالث للسيفالوسبورينات) في 10 بلدان على الأقل
    مثل : “أستراليا والنمسا و كندا و فرنسا و اليابان و النرويج و سلوفينيا و جنوب أفريقيا و السويد و المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى و أيرلندا الشمالية”.
  • وقامت المنظمة مؤخراً بتحديث المبادئ التوجيهية بشأن علاج النيسرية البُنيَة لتناول
    المقاومة المستجدة و توصي مبادئ المنظمة التوجيهية الجديدة بعدم استخدام
    الكوينولونات (فئة من المضادات الحيوية) لعلاج النيسرية البُنيَة
    ذلك نظراً إلى ارتفاع مستوى المقاومة على نطاق واسع.
    و علاوة على ذلك كله ، حُدّثت أيضاً المبادئ التوجيهية بشأن علاج حالات العدوى بالمتدثرات و الزُهري.
  • والكولِيستين هو كدواء الملاذ الأخير لعلاج حالات العدوى التي تهدد الحياة
    و تنجم عن الأمعائيات المقاومة للكاربابينيمات.
    و قد كُشف عن مقاومة الكولِيستين أيضاً مؤخراً في عدة بلدان و أقاليم مختلفة
    مما يجعل حالات العدوى الناجمة عن هذه الجراثيم غير قابلة للعلاج.

المقاومة فى علاج مرض السُل :

  • بلغ عدد الحالات الجديدة للسل و الذى يقاوم للأدوية المتعددة و هو
    شكل من أشكال السل الذي يقاوم حتى أقوى الأدوية المضادة  للسل
    حوالي 000 ,480 حالة في عام 2014 حسب تقديرات المنظمة.
    و كُشف أيضا و قد بلّغ عن نحو ربع تلك الحالات (000 123 حالة) فقط .
    و يتطلب تلك النوع من السُل و الذي يقاوم الأدوية المتعددة
    مقررات علاجية أطول بكثير من مقررات علاج السل غير المقاوم و أقل نجاعة منها.
    و قد تكلل علاج نصف المرضى المصابين بالسل المقاوم للأدوية المتعددة فقط
    بالنجاح في عام 2014 على الصعيد العالمي و أخيراً استطاعوا التغلب عليه .
  • و بلغت نسب حالات نوع السل المقاوم للأدوية المتعددة 3.3% من إجمالي
    حالات السل الجديدة في عام 2014 حسب التقديرات المعلنه
    و النسبة أعلى أيضاً لدى الأشخاص الذين سبق أن حصلوا على علاج السل و هي تبلغ 20%.
  • و تم تحُدّيد السل الشديد المقاومة للأدوية و هو يعتبر شكل من أشكال
    السل مقاوم لأربعة أدوية على الأقل من الأدوية الأساسية المضادة للسل في 105 بلدان.
    و هذا العدد من المقاومة يعد كبير جدا
    و تشير التقديرات إلى معاناة 9.7% من الأشخاص المصابين بالسل
    المقاوم للأدوية المتعددة من السل الشديد المقاومة للأدوية.

لماذا تسبب حالات مقاومة المضادات الحيوية قلقاً كبيراً ؟

  • تظهر آليات و طرق مقاومة جديدة و يقوم انتشارها على الصعيد العالمي بتهديد قدرتنا
    على علاج أمراض معدية شائعة مما يؤدي إلى الإصابة بالمرض لفترة مطولة
    و العجز والوفاة و حتى العجز عن علاج هذا المرض نتيجة لهذه الظاهرة .
  • و تصبح الإجراءات الطبية على غرار زرع الأعضاء و المعالجات الكيميائية لمرض السرطان
    و حتى التدبير العلاجي لمرض السكري و العمليات الجراحية الرئيسية
    (مثل الجراحة القيصرية أو استبدال الورك) شديدة الخطورة
    دون توجد مضادات حيوية ناجحة للوقاية من حالات العدوى هذه و علاجها و القضاء عليها.
  • و تتسبب زيادة نسبة مقاومة المضادات الحيوية تكاليف الرعاية الصحية المطلوبة
    و ذلك لطول فترات بقاء المرضى في المستشفيات و زيادة حاجته إلى العناية المركزة.
  • و تعرض مقاومة مضادات الميكروبات مكاسب الأهداف الإنمائية للألفية للخطر و تخاطر أيضاً بتحقيق أهداف التنمية المستديمة.
شارك المقال
فريق شفاء
فريق شفاء

متخصص في عرض المعلومات الموثوقة عن الأدوية ومنتجات العناية بصورة سهلة وواضحة، كما يقدم مجموعة من التوصيات والمراجعات لمنتجات العناية بالبشرة والشعر.
تابعونا علي تويتر

المقالات: 86

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *