ما المقصود بالبدائل و هل تناولها يضر بالجسم حقا ؟
البدائل : كثيرا منا عندما يذهب إلى الصيدلية لشراء دواء معين فيخبرنا الصيدلى أن هذا الدواء غير موجود و لكن موجود البديل الطبي له و الكثير منا لا يقبل الدواء البديل و الكثير أيضا يرفض أو حتى لا يعرف ما هو الدواء البديل.
الدواء :
هو مادة يحتاجها الطبيب لعلاج خلل ما في جسم الإنسان
فإذا كان نقصاً من فيتامين معين أو مادة معينة أخذناها و إذا كانت مضادة لكائن معين .
الدواء الذي يكتبه الطبيب فى النشرة الطبية ما هو إلا عبارة عن الاسم التجاري
لدواء معين و هو بالتأكيد ليس اسم المادة الفعالة التي يرغب بها الطبيب .
عندما يقرر الطبيب علاج مريض بمادة فعالة معينة يبحث عن الاختيارات المتاحة
في ذهنه عن الشركات التي توفر هذا الدواء ، و قد يلجأ الطبيب إلى
شركة سعر دوائها أقل من شركة أخرى ، لحالة المريض المادية
أو حتى يلجأ إلى دواء مستورد به نفس المادة الفعالة لمريض حالته المادية مرتفعة .
إذاً ما نفهمه من هنا أن العلاج الذي يقصده الطبيب هو المادة الفعالة
وليس الاسم التجاري الذي نتداوله بيننا باختلاف الشركات المنتجة .
إذا قمت بالذهاب إلى الصيدلي و طلبت منه دواء معين
و هو يعرف أن هذا الدواء يحتوي على مادة معينة ذات تركيز معين
و ليست موجودة حالياً في سوق الدواء فيقول لك ” لدينا البديل ”
و هو نفس المادة بنفس التركيز مع اختلاف المسمى التجاري فقط لو ذلك اختلاف الشركة المنتجة للدواء ليس أكثر من ذلك .
ما الذي يجب فعله عندما يخبرك بوجود البدائل ؟
عليك أن تقوم بسؤال الصيدلي أمامك على سعر الدواء المكتوب لك في الروشته
و سعر الدواء البديل و قم بعمل مقارنة بسيطة و اسأله عن اسم الشركة لكل دواء من الاثنان
ثم قم بسؤاله عن الفرق بين الشركتين ، فالشركات ذات المصداقية معروفة
و يستطيع أن يخبرك عنها الصيدلي بأمانة و نزاهة ، و قد يتوافر بالفعل
من الدواء الواحد عدة بدائل ، و يختار لك الصيدلي البديل الأفضل
و اعلم أن الطبيب لا يشغل باله كثيرا بإسم الدواء بقدر فعاليته.
هل يختلف تركيز المادة الفعالة فى الدواء عن البديل له ؟
تركيز الدواء أو تركيز المادة الفعالة به من الأشياء المهمة جدا فى تناول أي الدواء
قد تحتاج تركيز معين و يوجد نفس الدواء و لكن ذات تركيز أقل قد يصل إلى النصف
و يقول لك الصيدلي تستطيع أن تأخذ إثنان أو ضعف الجرعة من هذا الدواء
أو يمكنك أن تأخذ البديل مباشرة بنفس جرعة الدواء الذى تم وصفه لك
في هذه الحالة خذ البديل أفضل و ذلك لحساب الجرعة بدقة حتى تقوم بالتأثير المطلوب .
هل البدائل كلمة صحيحة ؟
علمياً فإن كلمة الدواء البديل لا تصلح وحدها و إنما يجب أن نكون أكثر تحديداً فى ذلك
يتم تصنيف الدواء تبعاً لعدة أشياء :
- الإسم التجاري للدواء (إن وجد) : و هو إسم تقوم الشركة المنتجة بوضعه للدواء
ليكون سهلاً في النطق على الأشخاص لأنه غالباً ما تكون الأسماء الحقيقية
للأدوية صعبة جدا في النطق و معقدة على الأشخاص العاديين
و كل اسم تجاري هو صفة مميزة لشركة معينة ليس أكثر من ذلك
و يمكن أن تجد نفس الدواء بأكثر من اسم تجاري إذا كانت تنتجه أكثر من شركة أدوية . - الإسم العلمي للأدوية : و هو الإسم الحقيقي للدواء أو المادة الفعالة به
و هو اسم متفق عليه دولياً ولا يمكن أن تجد دوائين مشتركين في نفس الإسم العلمي
فالاسم العلمي هو اسم خاص بدواء واحد فقط . - التركيز: و هو كمية الدواء التي توجد في الوحدة الواحدة من الدواء نفسه أو المادة الفعالة
- الشكل الصيدلي للأدوية : و هو الصورة التي تم تحضير الدواء بها فى الشركات المنتجة له المختلفة سواء كان أقراص أو كبسولات أو دواء شرب أو حتى حقن … إلخ .
فكما ذكرنا مسبقاً إن كلمة بديل لا يمكن و لا يجوز أن نقولها وحدها هكذا
ف هناك ثلاث أنواع من البدائل يجب أن نتحدث عنهم .
أنواع البدائل :
- البديل التجاري :
و هذا النوع هو المقصود فى الأغلب لدى العامة من الناس عندما يتحدثون
عن الدواء البديل ، و البديل التجاري هو نفس الدواء “بالاسم العلمي” أو ما يسمى أيضا بالمادة الفعالة
و بنفس التركيز و نفس الشكل الصيدلي و لكن الاختلاف الوحيد
يكون في الشركة المنتجة و الاسم التجاري “إن وجد” .
- البديل الصيدلي :
هو نفس الدواء “بالاسم العلمي” أو المادة الفعالة و لكن قد يختلف في نوع الملح
المرتبط بالمادة الفعالة كمثال : ديكلوفيناك صوديوم و ديكلوفيناك بوتاسيوم
و قد يختلف الدواء أيضاً في تركيز المادة الفعالة به كما قد يختلف في الشكل الصيدلاني أى أن يكون الدواء على شكل أقراص مثلا بدلاً من أن يكون دواء شراب .
- البديل العلاجي :
هو دواء مختلف تماماً عن الدواء الأول أو الدواء الموصوف و لكنه من نفس
المجموعة العلاجية ويقوم بعلاج نفس المرض أ يضاً كمثال على ذلك دواء كيتوبروفين بدلاً من إيبوبروفين .
هل يمكن أن يختلف البديل فى الجودة ؟
في الواقع هذا السؤال قد يكون واقعياً جداً على أي شيء آخر فيما عدا الأدوية
وذلك يكون بسبب أنه كي تأخذ الشركة التى تقوم بتصنيع و إنتاج الأدوية
الترخيص الخاص بها للإنتاج من السلطات الصحية لإنتاج دواء معين أو حتى عدة أدوية
لابد أن تكون تلك الشركة ملتزمة بمجموعة من المعايير الثابتة و الموحدة و لابد أن يمر
الدواء بإختبارات قاسية جداً على مراحل متعددة و متنوعة للتأكد من أنه يوافق
و يطابق الشروط المطلوبة فى الدواء و فعاليته و هذة الشروط و المواصفات
يتم وضعها في ما يسمى بدستور الأدوية (pharmacopeia) .
لماذا تختلف البدائل فى السعر إذاً ؟
لإمكانية الإجابة على هذا السؤال يجب أولاً أن نفهم أن أي دواء بعد اكتشافه مباشرة
و بعد أن تأخذ الشركة المخترعة له الموافقة على إنتاج هذا الدواء
فإن هذه الشركة تحصل على حق إحتكار إنتاج ذلك الدواء و أيضاً توزيعه لمدة تصل
فى الأغلب إلى عشرين عاماً كما أن من حقها أن تضع السعر الذي تراه مناسب
حتى تعوض الأموال التي تمت صرفها في الأبحاث العلمية قبل اكتشاف الدواء
في صورته النهائية هذه ، لذا فإنها في الغالب تضع سعر بيع مرتفع جداً
و في الأغلب ما يكون أضعاف أضعاف تكلفة الإنتاج الفعلية عليهم .
ثم بعد انقضاء مدة الاحتكار هذة يصبح من حق أي شركة في العالم
أن تقوم بإنتاج نفس الدواء ، و لكن هذة المرة و لأن الشركات لم تتعب
كثيراً في الأبحاث على الدواء (أي أنها أخذته على الجاهز) و لم تقوم بصرف
أموال طائلة مثل الشركة صاحبة الاختراع من البداية فإنها تضع أسعار بيع أقل بكثير
من السعر الأولى الذي وضعته الشركة الأم صاحبة الفضل فى الاختراع للدواء
كما أن الشركات في هذه الحالة تتنافس على وضع السعر الأقل
و ذلك حتى تحقق مبيعات أكثر من الدواء بالطبع
و كما قلنا فإن كل هذا ليس له أي علاقة بجودة أو فاعلية الدواء نهائياً
لأنه يجب أن يكون فى الأساس مطابقاً للمواصفات المذكورة في دستور الأدوية
حتى تأخذ الشركة التصريح بمثل هذا الدواء
و الاختلاف الوحيد هنا يكون في الاسم التجاري و السعر للدواء
إذاً في المرة القادمة التي يخبرك فيها الصيدلي أن الدواء الذى تريده غير موجود
و أن هناك بديل له لا تتردد في طلب “البديل التجاري” من الصيدلي فهو الخبير الأول بالدواء و تركيزات المواد الفعالة به و فعاليته .