الإمساك | الأسباب والعلاج وطرق الوقاية

اضطرابات الجهاز الهضمي من المشكلات الشائعة بين النساء والرجال والكبار والصغار، غالبًا ما تكون هذه المشكلات عرضية بسبب الطعام أو التوتر، وتُحل من تلقاء نفسها دون تدخل طبي، لكن أحيانًا تكون المشكلات مزمنة وتسبب أعراضًا مزعجة للمصابين بها، الإمساك أحد هذه المشكلات الشائعة والذي يصيب تقريبًا نحو 16% من البشر حول العالم، وتتضاعف هذه النسبة بين كبار السن، سنتعرف في هذا المقال إلى كل ما يخص هذه المشكلة من حيث الأسباب وطرق العلاج والوقاية.

الإمساك Constipation

الإمساك (Constipation) مصطلح يشير إلى صعوبة التبرز، ما يعني أن البراز يكون صلبًا جدًا وصعب الخروج، أو أن المريض يتبرز أقل من ثلاث مرات أسبوعيًا، ما يسبب له أعراضًا مزعجة، غالبًا ما يكون الإمساك عرضيًا ومؤقتًا، ويُشفى بتعديل بعض العادات الغذائية غير الصحية، والالتزام بنمط حياة صحي، لكن في بعض الحالات يكون مزمنًا ويحتاج إلى علاج دوائي إلى جانب تعديل العادات الغذائية ونظام الحياة عمومًا.

أنواع الإمساك

ينقسم الإمساك إلى نوعين رئيسين، وهما:

الإمساك الأولي أو الوظيفي (Primary Constipation) : يكون الإمساك في هذه الحالة هو المشكلة الأساسية، وليس عرضًا لمرض آخر، وقد تكون المشكلة في هذه الحالة مؤقتة أو قد تكون مزمنة.

الإمساك الثانوي (Secondary Constipation) : يكون الإمساك في هذه الحالة عرضًا لمرض آخر أو ناتج عن تغيرات هرمونية أو نتيجة لتناول بعض الأدوية.

تطبيق شفاء هيساعدك ، اعرف ازاى ؟

أعراض الإمساك

تختلف عادات الإخراج من شخص لآخر، فالبعض قد يتبرزون عدة مرات يوميًا، في حين يتبرز البعض الآخر ثلاث مرات أسبوعيًا، ويمكن اعتبار الشخص مصاباً بالإمساك في الحالات الآتية:

  • إذا كان معدل التبرز أقل من ثلاث مرات أسبوعيًا.
  • في حالة كان البراز جافًا وصلبًا ومتكتلًا.
  • إذا كان الشخص يعاني ويتألم خلال التبرز.
  • الشعور بامتلاء البطن وعدم الشعور بالراحة حتى بعد الإخراج.
  • الإحساس بأن هناك شيئًا ما يسد فتحة الشرج.
  • الرغبة في استخدام أداة مساعدة لتسهيل إخراج البراز.

أسباب الإمساك

أسباب الإمساك عند النساء والرجال

هناك أسباب متعددة قد تكون وراء الإصابة بالإمساك، أهمها العادات غير الصحية، كما أن الإمساك قد ينتج عن بعض المشكلات الصحية، وفي السطور القادمة التفاصيل:

العادات غير الصحية

  • الحمية الغذائية التي لا تحتوي على كميات كافية من الألياف، كالحمية قليلة الخضراوات والفواكه، والحمية كثيرة اللحوم ومنتجات الألبان.
  • عدم شرب الماء بكميات كافية.
  • قلة ممارسة النشاط البدني.
  • تأخير الاستجابة للرغبة في الإخراج.
  • تغيير النظام الغذائى والروتين اليومي.
  • القلق والتوتر والاكتئاب.

بعض المشكلات الصحية

  • أمراض الجهاز الهضمي والأمعاء مثل : القولون العصبى، والشرخ الشرجي ،وسرطان القولون، وسرطان المستقيم، وانسداد الأمعاء.
  • أمراض الجهاز العصبي مثل : التصلب المتعدد، والسكتات الدماغية، وإصابات الحبل الشوكي، ومرض الشلل الرعاش.
  • التغيرات والاضطرابات الهرمونية كما فى الحمل والسكري واضطرابات الغدة الدرقية والجار درقية.
  • ضعف عضلات الحوض إذ إنها العضلات المسؤولة عن التبرز، وضعفها قد يؤدي إلى إمساك مزمن.

الأدوية

بعض الأدوية قد تتسبب في الإمساك، مثل:

  • مضادات الحموضة التي تحتوي على الكالسيوم أو الألومنيوم.
  • بعض المسكنات.
  • بعض مضادات الاكتئاب.
  • أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم.
  • بعض المكملات الغذائية.
  • أدوية الشلل الرعاش.
  • الإفراط في استعمال الملينات (قد يؤدي استخدام علاجات الإمساك لفترات طويلة إلى زيادة صعوبة حركة الأمعاء بدونها)

مضاعفات الإمساك

قد يسبب الإمساك المزمن المشكلات التالية:

  • البواسير: وهي تورم الأوعية الدموية الموجودة في فتحة الشرج.
  • الشرخ الشرجي: إذ قد يؤدي البراز المتضخم الصلب إلى حدوث جروح في فتحة الشرج.
  • تراكم البراز في الأمعاء: عدم خروج البراز كاملًا قد يؤدي إلى تراكمه داخل الأمعاء، ما يتسبب في انتفاخ وآلام مستمرة وتفاقم مشكلة الإمساك.
  • هبوط المستقيم: قد يؤدي الإجهاد المستمر لعضلات الأمعاء إلى تمدد جزء صغير من المستقيم وخروجه من فتحة الشرج.

علاج الإمساك

يعتمد العلاج في البداية على تعديل نمط الحياة والعادات اليومية، وفي السطور القادمة أهم هذه العادات التي ينبغي الالتزام بها لحل هذه المشكلة:

  • الحرص على شرب كمية مياه كافية يوميًا، أي ما يتراوح بين لتر ونصف إلى لترين.
  • الحد من تناول المشروبات الكحولية، والمشروبات الغنية بالكافيين إذ إنها مدرة للبول وتساعد على إخراج الماء بسرعة من الجسم.
  • الالتزام بحمية غذائية غنية بالألياف كالخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة كذلك.
  • ممارسة الرياضة لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا، والأفضل أن تقسم على أيام الأسبوع بمعدل 30 دقيقة فى اليوم لمدة خمسة أيام أسبوعيًا.
  • عدم التأخر عن الاستجابة للرغبة في التبرز.
  • التدرب على التبرز يوميًا بعد الإفطار لفترة تتراوح بين 10 و15 دقيقة.
  • رفع الركبتين لأعلى وضمهم إلى البطن قليلًا مع وضع القدمين على كرسي الحمام خلال التبرز، إذ يسهل ذلك الإخراج.
  • عدم التعجل خلال الإخراج ومحاولة الاسترخاء قدر الإمكان.

علاج الإمساك بالأدوية

علاج الإمساك بالأدوية

هناك بعض الأدوية التي تستخدم لعلاج هذه المشكلة، مثل:

مكملات الألياف الغذائية (Bulk-forming laxatives)

  • تساعد هذه الأدوية على زيادة كتلة أو وزن البراز وهذا بدوره يحفز الأمعاء على الحركة.
  • يستغرق ظهور مفعولها يومين أو ثلاثة أيام.

من أشهر هذه المكملات:

  • السيلليوم (psyllium): ويتوافر في الصيدليات بعدة أسماء تجارية منها فاتاشي (Fattache)، وبينا ميكس (Pinna mix).
  • بولي كاربوفيل الكالسيوم (calcium polycarbophil): يتوفر في الصيدليات بأسماء متعددة منها إيفاكيولاكس (Evaculax).

الملينات الأسموزية (Osmotic laxatives)

  • تعمل الملينات الأسموزية على سحب الماء من باقي الجسم إلى الأمعاء لتليين البراز وتسهيل مروره.
  • يستغرق ظهور مفعولها يومين أو ثلاثة أيام.

من أشهر أنواع هذه الملينات:

لاكتولوز (lactulose ) : يتوافر بعدة أسماء تجارية منها شراب لاكتيلوز (lactulose) وشراب دوفلاك (duphalac) وشراب سيدالاك (Sedalac) ولاكسولاك (Laxolac).

محفزات الأمعاء (Stimulant laxatives)

  • تساعد هذه الأدوية على تحسين حركة الأمعاء، ما يسهل الإخراج.
  • يستغرق ظهور مفعولها من 6 إلى 12 ساعة.

من أشهر هذه الأدوية:

ملينات البراز (Poo-softener laxatives)

تسحب هذه الأدوية الماء من الأمعاء لتليين البراز، وأشهرها دواء دوكوسات الصوديوم (Docusate sodium)، ويوجد في الصيدليات بالاسم التجارى ايجيكيوسات (Egycusate).

اللبوس الشرجي

اللبوس الذي يحتوي على ملينات طبيعية مثل جليسرين لبوس يساعد على خروج البراز بسهولة من فتحة الشرج .

الحقن الشرجية

تُستخدم الحقن الشرجية لتخفيف الإمساك وتطهير القولون ، حيث يتم حقن المحاليل التى تحتوى على الماء أو الزيت في الأمعاء من خلال المستقيم لطرد الفضلات.

علاج الإمساك بالأعشاب

علاج الإمساك بالأعشاب

يمكن لبعض الأعشاب أن تساعد على تليين البراز وتسهيل الإخراج، مثل:

السنا (Senna)

تحتوي السنا على جليكوسيدات تساعد على تحفيز حركة الأمعاء، وتتوفر في الصيدليات إما في صورة أعشاب أو في صورة كبسولات كمكمل غذائي.

النعناع (Peppermint)

يعتبر النعناع علاجًا طبيعيًا شائعًا لمشاكل الجهاز الهضمي، وقد يفيد شرب كوب من شاي النعناع بعد كل وجبة الأشخاص الذين يعانون من الإمساك واضطراب المعدة ، حيث يساعد التأثير المهدئ للمنثول الموجود في النعناع على إرخاء المعدة أثناء تحريك البراز عبر الأمعاء.

الزنجبيل (Ginger)

يستخدم الكثير من الناس شاي الزنجبيل لتهدئة تهيج الجهاز الهضمي وتحسين عملية الهضم ، لذلك عندما يكون الإمساك ناتج عن سوء الهضم ، فقد يساعد الزنجبيل فى هذه الحالة.

شرب كوب أو كوبين من شاى الزنجبيل كل يوم بعد الوجبات يمكن أن يساعد الجسم على هضم الطعام وتحسين حركة الأمعاء.

الجراحة

قد يعالج الإمساك بالجراحة، وذلك في حالة فشلت كل طرق العلاج، وكان الإمساك المزمن ناتجًا عن عيب خلقي بالأمعاء أو المستقيم، أو كان نتيجة انسداد.

الوقاية من الإمساك

هناك بعض الأمور التي قد تساعد على تجنب الإصابة بالإمساك، منها:

  • شرب كميات وفيرة من السوائل.
  • تناول أطعمة غنية بالألياف.
  • النشاط البدني المستمر.
  • تقليل الضغط النفسي والبدني.
  • الاستجابة الفورية للرغبة في التبرز.
  • تجنب الأطعمة المصنعة.

المصادر

شارك المقال
د. فاطمة رمضان
د. فاطمة رمضان

تخرجت من كلية الصيدلة جامعة الأزهر بتقدير امتياز عام 2015، عملت بالجامعة وبعدة صيدليات مجتمعية، كتبت أكثر من ألف مقال عن الصحة والتغذية والتربية والجمال والموضة.

المقالات: 40

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *