سرطان الرئة l الأسباب والأعراض والعلاج

سرطان الرئة (Lung Cancer) أحد أكثر أنواع السرطان انتشارًا، وترتفع معدلات الإصابة به بين المدخنين خاصةً، والمتعرضين للتدخين السلبي عامةً، وفيما يلي تتعرف على أهم المعلومات الخاصة بهذا المرض، من حيث عوامل الخطر وعلاقته بالتدخين، وطرق تشخيصه وعلاجه والوقاية منه.

ما هو سرطان الرئة؟

أحد أكثر أنواع السرطان انتشارًا، تنمو فيه الخلايا بنمط غير طبيعي؛ سريع وخارج عن التحكم، وتبدأ الخلايا السرطانية في الظهور في أجزاء من الرئة، وقد تمتد بعد ذلك إلى العقد الليمفاوية والأعضاء الأخرى المنتشرة داخل الجسم مثل المخ.

لفترة محدودة "خصم 50 جنيه" 😎🔥

على منتجات العناية المفضلة لك 🛍️ ️

سرطان الرئة lung cancer

ما هي أعراض سرطان الرئة؟

تبدأ الإصابة -غالبًا- بصمت دون ظهور أي أعراض تذكر، وقد تمتد هذه المدّة الخالية من أي أعراض حتى سنوات، لكن عادةً ما تبدأ أعراض المرض في الكشف عن نفسها في مراحل متأخرة، أو عند انتشار المرض إلى أعضاء الجسم الأخرى، ومن أهم هذه الأعراض:

  • السعال المستمر والذي يزداد سوءًا دون استجابة لأي أدوية.
  • خروج دم مع السعال.
  • انقطاع النفس.
  • آلام الصدر.
  • التوعك والإجهاد باستمرار.
  • فقدان الوزن لأسباب غير معروفة.

بعض التغيرات المصاحبة لما سبق، قد تشتمل على تكرار الإصابة بالالتهاب الرئوي، أو تضخم الغدد الليمفاوية في الصدر تحديدًا في المنطقة ما بين الرئتين.

كما تلاحظ؛ تتشابه الأعراض السابقة مع العديد من أمراض الجهاز التنفسي الأخرى، لذا في حال ظهور أيٍ من هذه الأعراض، فليس عليك أن تقلق بالضرورة، لكن عليك استشارة الطبيب في أقرب وقت للاطمئنان والتأكد من مسببات الأعراض وعلاجها بما يناسبها.

هل لسرطان الرئة أنواع؟

ينقسم السرطان الذي يصيب الرئة من حيث موضع الإصابة إلى نوعين رئيسيين هما:

  • سرطان الرئة الأولي (primary lung cancer): وهو النوع الذي يصيب الرئة.
  • سرطان الرئة الثانوي (secondary lung cancer): وهو النوع المنتشر في الرئة وأعضاء الجسم الأخرى.

وينقسم السرطان من النوع الأولي (primary lung cancer) إلى نوعين آخرين وفقًا لنوع الخلايا السرطانية، ومكان وجودها كالآتي:

  • السرطان ذو الخلايا غير الصغيرة (non-small-cell lung cancer): وهو النوع الأكثر انتشارًا حيث يصيب  حوالي 80-85% من الحالات، وينقسم بدوره إلى 3 أنواع وهي:
    • سرطان الخلايا الحرشفية (squamous cell carcinoma): يبدأ في القصبات الهوائية وينمو ببطء، وهو النوع الأكثر شيوعًا بين المدخنين.
    • السرطان الغدي (adenocarcinoma): يبدأ على امتداد الحواف الخارجية للرئتين وتحت بطانة القصبات الهوائية في الخلايا الإفرازية (الغدية)، وهو النوع الأكثر شيوعًا بين غير المدخنين.
    • سرطان الخلايا الكبيرة (large-cell carcinoma): يتطور في الأجزاء الخارجية من الرئتين ويتميز بسرعة نموه وانتشاره.

أنواع سرطان الرئة

  • السرطان ذو الخلايا الصغير (small cell lung cancer): وهو النوع الأقل انتشارًا من حيث نسبة المرضى، لكن ينتشر داخل جسم المريض نفسه بسرعة تتجاوز كثيرًا السرطان ذو الخلايا غير الصغيرة.

ما هي مراحل السرطان الذي يصيب الرئة؟

تحدد مرحلة الإصابة وفقًا لنوع السرطان وحجم الورم ومدى توغله داخل أنسجة الجسم الطبيعية، ودرجة انتشاره في الأعضاء الأخرى أو الغدد اللميفاوية، ويمككنا توضيح هذه المراحل كالآتي:

المرحلة صفر (stage 0)

ينتشر فيها السرطان في البطانة العلوية للرئة أو القصبات الهوائية ولا يظهر في داخل أجزاء الرئة الأخرى أو خارجها.

المرحلة الأولى (Stage I)

يستمر انتشار السرطان فيها ليشمل أجزاء أخرى داخل الرئة، لكن لا يمتد خارجها إلى أي أعضاء أخرى.

المرحلة الثانية (Stage II)

يكبر فيها السرطان عن المرحلة الأولى أو ينتشر بالعقد اللميفاوية داخل الرئة أو يوجد أكثر من ورم في نفس الفص من الرئة،

المرحلة الثالثة (Stage III)

يكبر فيها السرطان عن المرحلة الثانية، ويمتد إلى العقد اللميفاوية الأخرى أو إلى أجزاء أخرى قريبة، أو يوجد أكثر من ورم في كلى جانبي الرئة.

المرحلة الرابعة (Stage IV)

ينتشر فيها السرطان عبر أعضاء الجسم الأخرى، وتمتلئ الرئة بالسوائل، ويصل السائل حتى القلب والأعضاء البعيدة.

هل لمعرفة نوع السرطان ومرحلة الإصابة أهمية؟

الحرب مع سرطان الرئة ترتبط بالوقت، لذا فإن معرفة النوع والمرحلة تحدد الآلية المثلى وطريقة العلاج الفضلى لكل حالة لتحقيق أفضل النتائج وهزيمته في أسرع وقت.

كيف يُشخص سرطان الرئة؟

يبدأ الطبيب في سماع الشكوى والسؤال عن الأعراض والتاريخ الصحي والعائلي وإجراء بعض الفحوصات البسيطة مثل: الاستماع إلى القلب والرئة.

نظرًا لتشابه أعراض السرطان مع أعراض بعض الأمراض التنفسية الأخرى؛ فإن الطبيب يطلب حينها إجراء بعض اختبارات الدم والأشعة السينية على الصدر.

إذا شك الطبيب في احتمالية الإصابة بالسرطان، فإن الخطوة التالية في التشخيص عادةً ما تتصمن إجراءات أخرى إضافية حسب الحالة، منها: الأشعة المقطعية أو أخذ عينة من الرئة، أو فحص الأنسجة.

إذا تأكدت الإصابة فإن الطبيب يعمل على تحديد نوع السرطان ومرحلة الإصابة، وحينها يطلب بعض الفحوصات الإضافية مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو مسح العظام أو غير ذلك.

كيف يُعالج سرطان الرئة؟

يعالج هذا النوع من السرطان بطرق متنوعة تعتمد على نوع السرطان ودرجة انتشاره داخل الجسم، ومن أهم الطرق المتبعة للعلاج:

  • الجراحة: تُستأصل فيها الأنسجة المصابة من الرئة حسب درجة الإصابة ومدى انتشار الخلايا السرطانية.
  • العلاج الكيميائي: تستعمل فيها أدوية خاصة لتقليص مساحة الإصابة والقضاء على الخلايا السرطانية، ويمكن أن يكون العلاج على هيئة أقراص أو محاليل تحقن بالأوردة أو يستعمل كلاهما في آنٍ واحد.
  • الإشعاع: يستعمل للتخلص من الخلايا السرطانية.
  • العلاج الموجه: تستعمل فيه أدوية تستهدف الخلايا السرطانية وحدها بحيث تخلص الجسم منها وتمنع انتشارها، ويمكن أيضًا أن يكون العلاج على هيئة أقراص تؤخذ بالفم أو محاليل تحقن بالوريد أو كلاهما.

يتعاون الأطباء من مختلف التخصصات لتحديد الخطة العلاجية المناسبة لكل مريض، ومن هذه التخصصات أطباء الأورام والجراحة والجهاز التنفسي، ومختصي الإشعاع والعلاج الكيميائي.

ما هي العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالسرطان من هذا النوع؟

التدخين

يقع على رأس العوامل التي ترفع من مخاطر الإصابة بسرطان الرئة، وترتبط حوالي 80-90% من الوفيات بين مصابي هذا النوع من السرطان بالتدخين.

المدخنون هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة بحوالي 15-30 مرة، وترتفع المخاطر لدى المدخنين الشرهين، لكن حتى المدخنين باعتدال أو الذين يدخنون من آن لآخر معرضون أيضًا لخطر الإصابة.

المواد السامة الموجودة في السجائر والتي تنتشر في الرئة مع التدخين تسبب ضعف المناعة، وتغيرات في تركيبة الخلايا والمادة الوراثية داخلها؛ مما ينتج عنه فرط في نشاط الخلايا وتحولها لخلايا سرطانية.

التدخين السلبي

استنشاق الأدخنة المتصاعدة من سجائر المدخنين أو العوادم الأخرى يرفع من خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان، حيث يتعرض غير المدخنين لنفس المواد السامة التي يتعرض لها المدخنون.

التعرض لمواد ملوثة

منها الرادون المتصاعد في الجو، وبعض المواد الأخرى في البيئة أو أماكن العمل الصناعية، أو العيش في بعض المناطق الملوثة والتي منها: الأسبستوس، والسيليكا، وعوادم الديزيل، والكروم.

التاريخ العائلي

ترتفع مخاطر الإصابة بهذا النوع من السرطان في حال وجود حالات إصابة سابقة بين أفراد آخرين من نفس العائلة؛ لاحتمالية وجود عامل وراثي مسبب لذلك.

العلاج الإشعاعي

مرضى السرطان الذين عولجوا مسبقًا بالإشعاع في منقطة الصدر معرضون للإصابة بسرطان الرئة.

كيف أحمي نفسي من خطر الإصابة؟

لحماية أفضل لنفسك ولمن تحب ننصحك بفعل الآتي:

  • التوقف تمامًا عن التدخين.
  • تجنب الأماكن التي يدخن فيها الآخرون أو المناطق التي تتصاعد فيها العوادم والأبخرة الضارة.
  • اتباع تعليمات السلامة والأمان في حال العمل داخل المصانع.
  • المحافظة على نظام غذائي صحي.
  • الكشف الدوري في حال وجود أي عوامل ترفع من مخاطر الإصابة مثل وجود تاريخ عائلي من الإصابات.

بالرغم من انتشار سرطان الرئة وارتفاع معدلات الإصابة به؛ إلا أنه كغيره من أنواع السرطانات؛ كلما أكتشف باكرًا زادت فرص التعافي منه بالكامل، لذا فإن انتشار المعلومات الصحيحة والموثوقة عنه يساهم في زيادة الوعي، الأمر الذي قد يساعد على خفض نسب الإصابة به وتحسين صحة الأفراد ورفع كفاءة المجتمعات، فساهم بدورك في نشر المعلومات الصحيحة بين معارفك وأصدقائك وتجنب تداول المعلومات المغلوطة أو مجهولة المصدر.

المصادر

شارك المقال
د. إسراء عبد الوهاب
د. إسراء عبد الوهاب

مسئولة المحتوي الطبي للأدوية في شفاء ، حاصلة على بكالوريوس العلوم الصيدلية جامعة الأزهر عام ٢٠١٦ ، عملت كصيدلانية بالعديد من الصيدليات الكبرى بالفروع ومراكز الاتصال ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة ، مهتمة بكافة ما يتعلق بالأدوية ومطلعة على أحدث المعلومات الطبية المعتمدة.

المقالات: 1

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *