السمنة: أسبابها وعلاجها وكيفية الوقاية منها

يُعد مرض السمنة من أكثر الأمراض انتشارا على مستوى العالم. فهو يؤثر بالسلب على صحة الإنسان ويتسبب في الإصابة بكثير من الأمراض مثل أمراض القلب، وداء السكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم. يمكن توخي هذه المخاطر عن طريق الحفاظ على وزن الجسم واتباع عادات وأنظمة صحية حيث يُشكل أقل تغيير في وزنك فارقا كبيرا في صحتك. في هذا الموضوع سنتناول كل ما يخص السمنة ونتعرف على كيفية الوقاية منها.

تشخيص مرض السمنة

1- مراجعة التاريخ الصحي

يراجع الطبيب وزنك، وعاداتك في الأكل والأنشطة اليومية، ونمط حياتك، والتحكم في الشهية، والأدوية، وسلوكك في حالات التوتر.

2- الفحص العام

يشمل قياس الطول وفحص العلامات الحيوية مثل ضغط الدم، وقياس الحرارة، ومعدل ضربات القلب، وفحص البطن.

3- مؤشر كتلة الجسم (BMI)

يُستخدم مؤشر كتلة الجسم من أجل تشخيص السمنة ويُحسب عن طريق قسمة الوزن بالكيلوجرام على الطول بالمتر المربع. وتعطي النتائج مؤشرا لحالة الجسم كالتالي:

• أقل من 18.5: نحافة.
• من 18.5 إلى 24.9: صحي.
• من 25 إلى 29.9: زيادة الوزن.
• من 30 أو أكثر: سمنة.

لا يقيس مؤشر كتلة الجسم الدهون بشكل مباشر ولكن يُعطي تقديرا لدهون الجسم.

4- قياس محيط الخصر

وهى قياس المسافة حول الخصر والتي تتجمع فيها الدهون وتسمى دهون البطن وقد تتسبب في الإصابة بأمراض القلب أو مرض السكري.

ينبغي ألا يزيد محيط الخصر عند النساء عن 35 بوصة (89 سم)، وعند الرجال لا يزيد عن 40 بوصة (102 سم).

5- تحاليل الدم

وتشمل تحليل الكوليسترول، وتحليل الغدة الدرقية، واختبارات وظائف الكبد، ومستوى الجلوكوز في الدم.

أسباب وعوامل خطر الإصابة بمرض السمنة

على الرغم من وجود عوامل وراثية تؤدي إلى السمنة إلا أن هناك بعض العوامل الفسيولوجية، والهرمونية، والأيضية التي تؤثر على وزن الجسم.

وتنتج السمنة عند استهلاك عدد سعرات حرارية أكثر مما تحرقه خلال اليوم، ويُخزن الجسم هذه السعرات الزائدة في صورة دهون.

ومن أهم العوامل المسببة للسمنة ما يلي:

1- العامل الوراثي: قد يتسبب العامل الوراثي في الإصابة بالسمنة نتيجة الجينات الموروثة والتي تؤثر على نسبة الدهون في الجسم، أو قد تؤثر بشكل أخر من خلال كفاءة الجسم في عمليات التمثيل الغذائي والحصول على الطاقة. 

2- نمط الحياة

• اتباع نظام غذائي غير صحي عالي السعرات الحرارية غني بالكربوهيدرات مفتقر إلى الفاكهة والخضراوات والألياف الطبيعية.
• تناول الكثير من السوائل عالية السعرات الحرارية مثل المشروبات الغازية والكحوليات.
• قلة النشاط وعدم ممارسة الأنشطة الرياضية وبالتالي يدخل الجسم سعرات حرارية أكبر مما يحرقه.

3- الأمراض 

تُسبب بعض الأمراض انخفاضاً في معدلات الأيض في الجسم مثل مرض قصور الغدة الدرقية. كذلك مرضى التهاب المفاصل يقل نشاطهم وممارستهم للأنشطة اليومية مما يؤدي إلى زيادة الوزن.

4- الأدوية

من أمثلة الأدوية التي تؤدي إلى زيادة الوزن:

• الستيرويدات corticosteroids.
• مضادات الاكتئاب Antidepressants.
• أدوية مضادة لنوبات الصرع Antiepileptics.

5- العمر

تحدث السمنة في أي عمر ولكن مع التقدم في العمر وقلة الحركة والنشاط تزيد احتمالية الإصابة بالسمنة.

6- التوتر

تؤثر العديد من العوامل الخارجية في الحالة النفسية والمزاجية حيث يتناول بعض الأشخاص مزيدًا من الطعام مرتفع السعرات الحرارية عند التوتر.

طرق الوقاية من مرض السمنة

• تقسيم الوجبات على مدار اليوم.
• تجنب اللحوم والأطعمة المصنعة.
• التقليل من استهلاك السكر وعدم تناول المشروبات الغازية.
• طهي الطعام داخل المنزل والابتعاد عن الوجبات السريعة.
• اتباع نظام غذائي صحي خالٍ من الأطعمة عالية السعرات الحرارية.

علاج السمنة

يهدف علاج مرض السمنة إلى الوصول إلى وزن صحي والحفاظ على صحة الجسم بشكل عام، ومن أبرز طرق علاج السمنة ما يلي:

1- تغيير النظام الغذائي 

من الأنظمة الأساسية للتغلب على السمنة اتباع عادات صحية أفضل وتقليل السعرات الحرارية، ويعتبر فقدان الوزن على فترات طويلة أفضل وأكثر الطرق أمانًا لخسارة الوزن.

يجب اختيار نظام غذائي صحي مناسب لنمط حياتك ويشمل تغييرات مثل:

• خفض السعرات الحرارية عن طريق تقليل استهلاك السكريات والكربوهيدرات ورفع نسبة الألياف في الطعام.
• تقسيم الوجبات على مدار اليوم بحد أقصى خمس وجبات صغيرة يوميا والشبع بكمية أقل في كل وجبة.

2- ممارسة الأنشطة الرياضية

تساعد ممارسة التمارين الرياضية اليومية على فقدان القليل من الوزن، ولكن الهدف منها هو المحافظة على خسارة الوزن وعلاج السمنة على المدى البعيد حيث تزيد ممارسة الرياضة من معدلات حرق السعرات الحرارية في الجسم.

3- أدوية إنقاص الوزن

هناك بعض الأدوية التي تساعد جنبا إلى جنب مع الأنظمة الغذائية الصحية وممارسة الرياضة في إنقاص الوزن وليست بديلا عنهم. 

ويتم اختيار الدواء المناسب من قِبل طبيب التغذية والسمنة بناء على التاريخ الصحي للمريض. ومن أبرز الأدوية المستخدمة في علاج السمنة:

• ليراجلوتايد (liraglutide) في دواء Saxenda.
• أورليستات (orlistat) الموجودة في دواء xenical – Quick slim- Orly.
• فنترمين-توبيراميت (Phentermine-topiramate).
• بوبروبيون-نالتريكسون (Bupropion-naltrexone).
• سيماجلوتيد (semaglutide) في دواء Ozemic.

في الختام، فإن السمنة حالة شائعة، تؤثر على الجسم بشكل سلبي في عدة نواح وقد تؤدي إلى مشكلات أكثر خطورة مثل مشكلات القلب. يمكنك علاج السمنة والوقاية منها بالاعتماد على نمط حياة صحي وزيادة معدل نشاطك البدني.