حمل تطبيق شفاء
مرض الإيدز | الأسباب والأعراض والعلاج
الإيدز أو ما يسمى بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة (Acquired immune deficiency syndrome) هو أحد الأمراض المعدية شديدة الخطورة، اكتسب هذا المرض سمعة غير جيدة بسبب انتقاله عن طريق العلاقة الجنسية، لكن هناك طرق أخرى عديدة قد ينتقل عن طريقها، سنتحدث في هذا المقال عن كل ما يخص مرض الإيدز من حيث الأسباب والأعراض وطرق الانتقال وكيفية العلاج والوقاية.
ما هو مرض الإيدز AIDS؟
الإيدز (AIDS) هو المصطلح المستخدم لوصف مجموعة كبيرة من الأمراض والعدوى التي قد تكون مهددة للحياة، وتصيب الإنسان عندما يتضرر جهازه المناعي بشدة بسبب إصابته بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV) الذى ينتقل بسهولة ويتسبب في انتشار المرض، حتى الآن ليس هناك علاج نهائي لفيروس نقص المناعة البشرية، لكن هناك علاجات عديدة تخفف من حدة أعراض المرض، وتحد مضاعفاته، وتجعل المرضى يعيشون حياة شبه طبيعية.
أعراض مرض الإيدز
يصاب الشخص بأعراض تشبه الإنفلونزا بعد التعرض للعدوى بفيروس نقص المناعة البشرية بمدة تتراوح بين أسبوعين وستة أسابيع، وتشمل هذه الأعراض ما يلي:
- ارتفاع درجة الحرارة.
- التهاب الحلق.
- طفح جلدي.
- آلام المفاصل والعضلات.
- شعور بالإنهاك البدني.
- تورم الغدد الليمفاوية.
تستمر الأعراض أسبوعًا أو اثنين أو أكثر، ثم تختفي لمدة سنوات يظل فيها الفيروس يهاجم الجهاز المناعي، حتى يتعرض لتلف شديد، وفي هذه المرحلة قد تظهر الأعراض الشديدة للمرض، مثل:
- فقدان الوزن.
- الإسهال المزمن.
- التعرق الليلي الشديد.
- المشكلات الجلدية.
- العدوى المتكررة.
- الإصابة بأمراض مهددة للحياة وشديدة الخطورة دون أسباب واضحة.
أسباب مرض الإيدز
يسبب الإيدز فيروس نقص المناعة البشري (HIV)، فعندما يدخل الفيروس إلى الجسم يهاجم خلايا محددة في الجهاز المناعي، وهي الخلايا المسؤولة عن مقاومة الجراثيم والفيروسات والبكتيريا، وينسخ الفيروس من نفسه ملايين النسخ، ثم يعمل في صمت لمدة سنوات حتى يقتل معظم هذه الخلايا، ويتلف الجهاز المناعي بشدة.
يوجد فيروس نقص المناعة البشري (HIV) في سوائل الجسم المختلفة مثل:
- الدم.
- الإفرازات المهبلية.
- حليب الأم.
- السائل المنوي.
- بطانة القناة الشرجية.
وقد ينتقل الفيروس إلى الشخص بأحد الطرق الآتية:
- استخدام أدوات حقن ملوثة بدماء شخص آخر مصاب، قد يحدث ذلك بين المدمنين، وقد يحدث كذلك بسبب الأدوات الطبية غير المعقمة ولكن حدوث ذلك نادر، إذ إن الاهتمام بالتعقيم في المستشفيات أصبح أولوية فائقة.
- العلاقة الجنسية سواء المهبلية أو الشرجية والفموية كذلك مع شخص مريض بالإيدز.
- نقل الدم من شخص مصاب لآخر سليم، لكن حدوث ذلك الأمر ليس شائعًا، إذ إن جميع الدماء تفحص قبل النقل.
- الجروح والقرح في حالة ملامستها لدم شخص مريض.
مضاعفات مرض الإيدز
يضعف الإيدز الجهاز المناعي، ويتسبب في الإصابة بأنواع عديدة وشديدة الخطورة من العدوى، بالإضافة إلى بعض أنواع السرطان، وفي السطور القادمة التفاصيل:
العدوى الشائعة لمرضى الإيدز
- العدوى الفطرية (fungal infection): مثل داء القلاع الذى يسببه فطر الكانديدا (Candida) في الفم واللسان والمهبل، والالتهاب الرئوي الذى تسببه فطريات المتكيسات الرئوية ، والالتهاب السحائي الذى تسببه فطريات المكورات الخفية.
- مرض السل Tuberculosis (TB) : السل من أشهر الأمراض التي تصيب مرضى الإيدز، وهو أحد أشهر أسباب الوفاة بينهم.
- داء المقوسات (Toxoplasmosis): مرض طفيلي ينتقل عن طريق براز القطط، وينتقل منه إلى الحيوان والإنسان، ويمكن أن يسبب مشكلات في القلب، كما قد يصل إلى الدماغ ويتسبب في نوبات صرع.
- الفيروس المضخم للخلايا (Cytomegalovirus): ينتقل هذا الفيروس عن طريق سوائل الجسم، ويبقى الفيروس كامنًا ما دام الجهاز المناعي سليمًا، في حالة ضعف الجهاز المناعي نتيجة الإصابة بالإيدز ينشط الفيروس، ويهاجم العين، والجهاز الهضمي، وأعضاء أخرى كذلك.
السرطان
تشيع الإصابة بالسرطان بين مرضى الإيدز في الحالات المتقدمة، وأشهر أنواع السرطان التي تصيبهم ما يلي:
- سرطان الغدد الليمفاوية، يظهر في البداية كأورام غير مؤلمة فى الرقبة أو الإبط أو أعلى الفخذ.
- أنواع السرطان المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري، كسرطان عنق الرحم، وسرطان الشرج.
- ساركوما كابوزي ، وهو ورم يصيب الأوعية الدموية، ويتسبب في بقع حمراء في مناطق مختلفة من الجسم.
مضاعفات أخرى لمرض الإيدز
- أمراض الكلى والكبد.
- فقدان الوزن الشديد.
- اضطرابات الجهاز العصبي.
علاج مرض الإيدز
لا يوجد علاج نهائي للإيدز حتى الآن، لكن تساهم الأدوية في الحد من تطور المرض والمضاعفات الناتجة عنه، وتعتمد خطة العلاج على مرحلة المرض وعلى الأمراض الأخرى المصاحبة له.
العلاج بالمضاد للفيروسات القهقرية
علاج الإيدز يعتمد على استعمال الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية (ِantiretroviral medicines)، ويشمل العلاج نوعين أو أكثر من مضادات الفيروسات من فئات علاجية مختلفة.
تشمل أنوع مضادات الفيروسات المستخدمة فى علاج الإيدز ما يلى:
مثبطات النسخ العكسي النيوكليوزيدية (NRTI)
تمنع هذه الأدوية الفيروس من التكاثر، ما يقلل من انتشاره في الجسم، وأهمها ما يلي:
- أباكافير (abacavir): ويتوافر بالاسم التجارى زياجين (ziagen).
- تينوفوفير (Tenofovir): ويتوافر بالاسم التجارى فيريد (Viread)، وتينافيرون (Tenaviron).
- ستافودين (Stavudine): ويتوافر بالاسم التجارى زيريت (Zerit)، وستاديفير (Stadivir).
مثبطات النسخ العكسي غير النيوكليوزيدية (NNRTIs)
توقف هذه الأدوية بعض البروتينات التي يستخدمها الفيروس لعمل نسخ منه، ومن أشهر أنوع هذه الأدوية:
- إيفافيرينز (efavirenz): يتوافر بالاسم التجارى أنتي ريترو (antiretro)، وكلوفيراليكس (cloviralex).
- ريلبيفيرين (Rilpivirine) : يتوافر بالاسم التجارى إدورانت (Edurant)
مثبطات إنزيم البروتياز ( Protease inhibitors)
توقف هذه الأدوية الخطوة الأخيرة في تكاثر الفيروس، ومن أشهر أنوع هذه الأدوية:
- أتازانافير (Atazanavir) : يتوافر بالاسم التجارى رياتاز (Reyataz).
- ريتونافير (Ritonavir): يتوافر بالاسم التجارى نوفير (Novir) ، كيوريفو (Quervo).
- فوسامبرينافير (Fosamprenavir): يتوافر بالاسم التجارى ليكسيفا (Lexiva).
مثبطات الاندماج (Fusion Inhibitors)
تمنع هذه الأدوية اندماج الفيروس مع خلايا الدم البيضاء، فتقلل من انتشار المرض، ومن أشهر هذه الأدوية دواء إنفوفيرتيد (Enfuvirtide) الذى يتوافر بالاسم التجارى حقن فوزيون (Fuzeon).
مثبطات إنزيم الإنتيجريز (Integrase inhibitors)
تثبط هذه الأدوية مفعول بروتين الأنتجريز، وهو بروتين يساعد على دخول مادة الفيروس الوراثية إلى الخلايا، ومن أشهر هذه الأدوية دواء كابوتيغرافير (cabotegravir) الذى يتوافر بالاسم التجارى فوكابريا (Vocabria).
علاج مرض الإيدز بالأعشاب
بعض المصابين بالإيدز قد يتناولون بعض العلاجات الطبيعية التكميلية مع العلاج الدوائي، لكن يجب استشارة الطبيب قبل تناول اى علاجات عشبية ، حيث أنه لا توجد أدلة كافية لدعم استخدام الأعشاب للتخفيف من أعراض فيروس نقص المناعة البشرية كما أن بعض الأعشاب قد تتعارض مع الأدوية المستخدمة لعلاج الإيدز.
في السطور القادمة بعض الأعشاب التى يٌعتقد انها قد تحسن المناعة وبالتالى قد تكون مفيدة لمرضى الإيدز:
شوك الحليب (Milk thistle)
تفيد دراسة بأن شوك الحليب يحسن ويقوي المناعة لدى المصابين بمرض الإيدز، كما أنه لا يتعارض مع الأدوية المضادة للفيروسات المستخدمة في علاج الإيدز.
زيت زهرة الربيع المسائية (Evening primrose oil)
يحتوي زيت زهرة الربيع المسائية على حمض جاما لينولينيك وهو حمض دهنى يدخل فى تكوين بعض مضادات الالتهابات وله دور فى دعم وتعزيز الجهاز المناعى.
الماريجوانا (marijuana)
الماريجوانا ممنوعة وغير قانونية في كثير من دول العالم، لكنها تُسمح في بعض الدول لمرضى الإيدز لتسكين الألم وفتح الشهية.
الوقاية من مرض الإيدز
يمكن الوقاية من الإيدز باتباع الإجراءات التالية:
- تجنب ممارسة العلاقة الحميمة مع شخص مصاب بالفيروس في حالة نشطة، والانتظار حتى يُعالج ويصل المرض إلى حالة مستقرة، والتحقق من ذلك عن طريق الفحوصات.
- الواقيات الذكرية والأنثوية، والحرص على استخدامها بطريقة صحيحة، مع التحقق من استخدام واحد جديد في كل مرة.
- المزلقات الحميمية، إذ إنها تساعد على تسهيل العلاقة الجنسية، وتجنب الجروح الصغيرة في الأعضاء الجنسية، إذ إنها من أسباب انتقال المرض.
- عدم مشاركة الإبر والحقن وغيرها من الأدوات الطبية مع أي شخص، والتحقق من استخدام حقن معقمة، وكذلك إبر الوشم وغيرها من الإجراءات التجميلية.
- تناول الأدوية للوقاية، هناك بعض أدوية الإيدز التي تساعد على الوقاية من المرض في حالة كان الزوج أو الزوجة مصابين بفيروس نقص المناعة المكتسب.
المصادر